إبحث عن كتاب أو مُؤلف :

المقالات

مراجعة رواية الطاعون القرمزي جاك لندن

توصل بجديد الكتب على بريدك الإلكتروني بالإشتراك معنا

اضف إيميلك وتوصل بكل كتاب ننشره

إنضموا إلينا عبر  Telegram :

rtgghdgfhdfgerr 1  

أو مجموعتنا على الفيسبوك :

rtgghdgfhdfgerr 2  

أو على اليوتيوب :

rtgghdgfhdfgerr 1

رواية الطاعون القرمزي جاك لندن 1

dfd

مراجعة رواية الطاعون القرمزي جاك لندن

رواية الطاعون القرمزي جاك لندن رواية من الخيال العلمي تنتمي لعوالم «ما بعد المحرقة»، تطرح العديد من التساؤلات حول المستقبل الذي ينتظر مَن تبقَّى من البشر عقب تعرض كوكب الأرض لكارثة وبائية. والكيفية التي سيعيد بها الوجود الإنساني تشكيل ذاته، بعد أن أعادت الكارثة ترتيب أوراق الحضارة. كما تعكس أحداثها نقدًا اجتماعيًّا وثقافيًّا للمجتمع الإنساني المعاصر. 

بعد أن تصل الحضارة إلى أوج ازدهارها، يعمُّ الطاعون أرجاء العالم؛ فيُرى المصابون وقد اصطبغت وجوههم باللون القرمزي، ثم يموتون بعد ذلك في غضون ساعة أو أقل. على الرغم مما حقَّقته البشرية من إنجازات، فقد وقفت مكتوفة الأيدي أمام هذا الوباء ولم تستطع له دفعًا. تلاشى كل ما عرفه البشر من مظاهر الحياة التي ألِفوها وحسبوا أنها من المُسلَّمات، وكاد الطاعون القرمزي يُفني البشرية جمعاء، لكن القدَر كتب النجاة لعدد قليل منهم. أمَّا الحضارة، فقد انهارت تمامًا، وارتدَّ هؤلاء الناجون إلى حياة الهمجية البدائية التي عاشها أسلافهم من آلاف السنين.

مراجعة رواية الطاعون القرمزي جاك لندن

في رواية الطاعون القرمزي جاك لندن ، نشاهد البشر وحضارتهم بأكملها في مواجهة كائن دقيق يكشف عن غرائزهم الأولى ويُجردهم من زخرف الحضارة والتمدُّن، فلمن تكون الغلبة؟ لقد تمكن البشر من بناء هذه الحضارة في المرة الأولى، فهل يتمكَّنون من بنائها مرةً أخرى؟ إنها تلك القصة القديمة التي لا تزال تفاصيلها قابلة لأن تتحقق واقعًا ملموسًا في عالمنا المعاصر.‎

في القرن الرابع عشر، وتحديدًا بين عامي ١٣٤٧ و١٣٥٢ اجتاح الموت الأسود، الطاعون، دول أوروبا ففتك بها ومزقها كل ممزق، وتركها بثلثي عدد سكانها! وانتشر في أماكن أخرى من العالم أيضًا.
تخيل معي لو كان هذا الطاعون عالميًا، ولو لم يترك من البشرية إلا شراذم.. في كل بلد مائة أو ألف ما الذي سيحدث حينها؟ وما هو مصير الحضارة الإنسانية التي بدأ الإنسان في تشييدها منذ آلاف السنوات؟
في رواية الطاعون القرمزي (منشورة عام ١٩١٢)، للكاتب الأمريكي جاك لندن، يحاول أن يستقصى تلك الاحتمالية المخيفة.
قصتنا تنتمي لأدب الخيال العلمي الديستوبي، أو ما يسمونها في مواضع أخرى «أدب ما بعد المحرقة». وتقع أحداثها في عام ٢٠٧٣، بعد حوالي ستين عامًا من اجتياح طاعون قضى على معظم البشر، وكسح الحضارة البشرية. حيث يحكي رجل عجوز كان في يوم من الأيام أستاذًا، لبعض الأطفال الصغار شكل الحياة والحضارة قبل الطاعون.

تدور أحداث رواية الطاعون القرمزي جاك لندن حول الأستاذ «جيمس هاورد سميث»، الذي كان ذات يوم أحد أفراد النخبة الاجتماعية، وأستاذ للأدب الإنجليزي في جامعة «بيركلي» بـ«كاليفورنيا». والآن، أصبح أحد أفراد قبيلة بدائية تعيش بالقرب من أطلال ما كان يُعرف يومًا بـ«سان فرانسيسكو». وها هو يجلس إلى نار المُخيَّم، ويروي لأحفاده عن شكل الحياة قبل ستين عامًا؛ في تلك اللحظة التي اندلع فيها الطاعون واجتاح العالم.

والعالم الذي ينطلق منه «جاك لندن» إلى كابوسه، هو عالم «الولايات المتحدة» في سنة 2013، حيث يقطن الأرض ثمانية بلايين نَسَمة، و«الولايات المتحدة» أصبحت تحكمها قِلَّة متنفِّذة من خلال ما يُسمَّى بـ«مجلس الأقطاب» الذي يُكرِّس رأسمالية متوحشة تُقسِّم العالم إلى سادة وعبيد. وبالنسبة لرجل ينتمي إلى النخبة الاجتماعية مثل الأستاذ «سميث»، كانت الحياة طيبة. ولكن كل شيء بدأ يزول وينهار عندما ظهر الطاعون القرمزي في «نيويورك». كانت أعراض الطاعون طفحًا جلديًّا قرمزيًّا يظهر على الضحية، ثم يزحف عليه الموت في فترة قصيرة تتراوح ما بين عِدَّة دقائق إلى عدة ساعات. وراح الطاعون ينتشر بسرعة، وفشل العلماء في مواجهته، وأخيرًا وصل «كاليفورنيا».

ويحكي «سميث» لأحفاده عن كيف انهارت الأوضاع بسرعة في «بيركلي»، فقد ظهر الطاعون في الجامعة حيث يعمل، ثم راح يضرب في كل الأرجاء المحيطة. وفي هذه اللحظات نشهد بداية انهيار العلاقات الاجتماعية، فرئيس الجامعة يختبئ من «سميث» عندما شك أنه يحمل العدوى، و«سميث» نفسه يتنكر لأخيه عندما يكتشف أنه مُصاب بالطاعون.

وبينما ينشر الطاعون الموت في المدينة، تتكفل الفوضى وأعمال التخريب التي يقوم بها الرعاع بتدمير المدينة نهائيًّا. يبدأ «سميث» رحلة أوديسية طويلة بحثًا عن ملجأ في وسط كل هذا الدمار، وفي النهاية ينحصر الدمار، ولكن الحضارة تكون قد اختفت، ويصبح على «سميث» أن يواجه العالم المتوحش الجديد مع بضعة ناجين من بينهم «السائق».

على الرغم من الحبكة البسيطة لرواية «الطاعون القرمزي»، إلا أنها لا تزال رواية مخادعة، لن تستطيع سَبْرَ أغوارها من قراءة واحدة، فالرواية، تكاد تدور كلها حول شخصية الأستاذ «سميث». وهو باعتباره أحد أبناء النخبة الاجتماعية، فهو على وعي كامل بانعدام العدالة في مجتمعه، ومع ذلك، فهو لا يزال متمسكًا بتحيزات طبقته، حتى بعدما اختفت هذه الطبقة بعقود. فبينما يروي قصته، نستطيع أن نرى بوضوح أن «سميث» لا يتمتع بأية موضوعية، فهو لا يُخفي احتقاره لـ«السائق» على الرغم من أنه كان جَدًّا لأحد أحفاده، وهو يعتبر أنه ليس من العدل أن ينجو «السائق».

رواية الطاعون القرمزي جاك لندن 2

بالطبع، «سميث» مدين بنجاته لنفس الظروف التي تسببت في نجاة «السائق»، وليس لانتمائه للنخبة الاجتماعية في «سان فرانسيسكو»، ولا لعلمه الغزير بالأدب الإنجليزي، اللذين لم يكن لهما أي دور في نجاته من الطاعون، واستمراره على قيد الحياة بعد دمار الحضارة. بل لعل هذه الصفات التي يعتبرها خصائص بربرية لـ«السائق»، قد تسمح له بالتغلب على ظروف قد لا يستطيع «سميث» نفسه التغلب عليها.

ولكن «سميث» يستمر في ازدراء «السائق»، حتى بعد وفاته، ويتهمه بأنه قتل زوجته ضربًا تحت تأثير الثمالة، ويُرجع إليه غرس ثقافة العنف في نسله. وبينما يسترسل «سميث» في تحقير «السائق»، يغض الطرف عن أن هذا «السائق» وسلوكه هو نتاج لعملية «الانتخاب غير الطبيعي» التي قامت بها الآلة الرأسمالية المتوحشة، وهي العملية التي أدت إلى خلق طبقة وضيعة ساهمت في زيادة الأمور سوءًا عندما اجتاح الطاعون الحضارة.

وبالتوازي مع عملية «الانتخاب غير الطبيعي»، كانت هناك عملية «انتخاب طبيعي» تحدث، فمع التحول نحو الصناعة، والنمو العمراني، ووفرة الطعام المنتَج، كان عدد سكان الأرض الآخذ في الزيادة، مستهدَفًا من عدو خفي. فمرة تلو مرة، راحت الأوبئة الخبيثة تضربه، ومرة تلو مرة، تصدى لها علماء الجراثيم، وقضوا عليها، حتى جاء الطاعون القرمزي.

تُذكِّر رواية الطاعون القرمزي جاك لندن قارئها بأنه أيًّا كان التقدم الذي يحققه البشر، فإن مكانهم في العالم هش ومُهدَّد. فالتقدم العلمي، قد يكون قادرًا على توفير شروط أفضل للحياة، ولكنه في نفس الوقت يحتوي على ضعف في بنيته التحتية، وهذا الضعف سيؤدي ذات يوم إلى انهيار صرح الحضارة دُفعة واحدة، وهو ما يخلص إليه «سميث» في لحظة استشراق يقول فيها: «كل هؤلاء الرجال الذين كانوا يكدحون على كوكب الأرض، ما هم إلا فقاعات!».

وعلى الرغم من أن أدب «ما بعد المحرقة» لم يكن من ابتكار «لندن»، بل أُرسيت قواعده ونُشرت كلاسيكياته قبل أن يشرع «جاك لندن» في كتابة «الطاعون القرمزي» بفترة، إلا أن أحدًا قبل «لندن» لم يتصور انهيار الحضارة وارتداد الإنسان إلى البربرية كما فعل هو؛ وهي العناصر التي سوف تصبح من لوازم صنعة هذا النوع الأدبي فيما بعد.

 جاك لندن

جاك لندن (بالإنجليزية: Jack London)‏، ولد عام 1876 في أمريكا، ومات هناك عام 1916. كان والده كاهنا يمتهن التنجيم وقراءة الغيب والممحيّ، ولهذا يُعَرَّف جاك لندن في الأدبيات الاشتراكية والماركسية بأنه يتحدر من الشريحة البرجوازية الصغيرة، يعمل في خدمة الكادحين. وتجرع جاك لندن مرارة الحياة، وامتهن أعمالا مختلفة، من صحافة، وعامل في المعامل، وقطع الطريق، والشرطة البحرية، وقبطان سفينة، وطالبا، ومراسلا صحفيا، وعامل منجم وسواها. ويقال انه قد انتحر وانه مات بسبب الازمة التي مرة فيها وانه كان عنده الكثير من الامراض مثل الإدمان وغيره من الامراض المسبّبة للوفاة.

موقع المكتبة.نت

نحن على  "موقع المكتبة.نت – Maktbah.Net " وهو موقع عربي لـ تحميل كتب الكترونية PDF مجانية بصيغة كتب الكترونية في جميع المجالات ، منها الكتب القديمة والجديدة بما في ذلك روايات عربية ، روايات مترجمة ، كتب تنمية بشرية ، كتب الزواج والحياة الزوجية ، كتب الثقافة الجنسية ، روائع من الأدب الكلاسيكي العالمي المترجم إلخ … وخاصة الكتب القديمة والقيمة المهددة بالإندثار والضياع وذلك بغية إحيائها وتمكين الناس من الإستفادة منها في ضل التطور التقني...

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى