كتاب في الوعي الأخلاقي والعلمي نجيب الحصادي PDF

لا قاسم يجمع بين الأبحاث التي تضمها دفتا هذا الكتاب
سوى أنها معنية بمسائل فلسفية تتعلق بمفهوم الوعي البشري»
بصنفيه الأخلاقي والعلمي» وهي مسائل كلت شغلت بها في
الأعوام الستة الأول من الألفية الجديدة» وكتبت فيها عبر مناسبات

أول تلك الأبحاث؛ وعنوانه «الوعي الفلسفي ومستقبل
الفلسفة في الجامعات الليبية والخليجية»» بحث اشتركت به في مؤتمر
عقد في ربيع عام 4م حول مستقبل التعليم العالي في دول
مجلس التعاون» أشرف عليه مركز الخليج للدراسات. وكما بين
عنوان هذا البحث» فإنه يعقد مقارنة بين حال تدريس الفلسفة في
هاتين المنطقتين العربيتين» ويوضح كيف أن ذلك الحال ظل بائمًا
رغم التفاوت الواضح بينهما في المواقف شبه الرسمية المتخذة من
الفلسفة ورغم اختلاف الموارد المادية المخصصة للتعليم في كل

منهما. وقد حاولت في هذه الدراسة تبيان أهمية الوعي الفلسفيء
وتوضيح المهمة التي يقوم بها هذا الوعي في تنمية المجتمع؛ كما
جادلت بأن اتخاذ مواقف متباينة من تدريس الفلسفة؛ ما ظلت تركز
عل وعي شائه بطبيعتهاء يفضي في النهاية إلى إلحاق الضرر بالذاتء
وإن اختلفت سبل إلحاق هذا الضرر.

أما البحث الثاني وعنوانه «العولمة: الخيار الجيني»؛ فبحث
اشتركت به في مؤتمر حول العولمة كان عُقد في ربيع عام 2003م في
كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات العربية”'”؛
وهو بحث يبتم بأخلاقيات الانتساخ البشريء وبا إذا كان هذا

النوع من التدخل الوراثي يشكل خيارًا متاحّا على المستوى التقني
وتَجليًا ممكنًا_ لعله الأكثر إرعابًا ‏ من تجليات العولة.

وكنت قبل كتابة هذا البحث بعدة أعوام قد أسهمت في ترجمة
كتاب عن الانتساخ عنوانه «المنتسخة: الطريق إلى دوللي واستشراف
المستقبل»» لمؤلفته جينا كولاتاء ما جعلني على ألفة نسبية ببعض
تقنيات الانتساخ والقضايا الأخلاقية التي يثيرهاء وبضربي الوعي
الجديد الذي يبشر بهماء وعي العولمة ووعي الكائن النتسخ على حد
السواء. فضلا عن ذلك» قمت عام 2003م بترجمة كتاب عنوانه
«التفكير الناقد في القضايا الأخلاقية» أفرد بعض فصوله لتلك
التقنيات وهذه القضاياء وركز على مسألة الوعي بالافتراضات التي
تصادر عليها المواقف الأخلاقية المتباينة؛ وهي افتراضات تفعل
فعلها في تشكيل تلك المواقف