إن الأمومة من أقوى الخصائص التي امتازت بها المرأة منذ أن خُلقت والدور الأسمى
الذي وهبه الله سبحانه وتعالى إياهاء وهي من أعظم الغرائز لدى المرأة السوية التي تضفي
عليها أرقى العواطف البشرية وأنقاها. وتُعد الآم لبنة الأسرة وأساس المجتمع. ولقد أصبح
الاهتمام بصحة الأم والطفل من أولى اهتمامات الدول؛ وما تقدمت الدول إلا بعد وضع
منظومة صحية تهتم بالأم والطفل وتنشئ جيلاً مثقفاً من الأمهات. ويجب على مؤسسات
المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية المختصة بالرعاية الصحية تقديم الرعاية الفضلى
للمرأة منذ طفولتها وحتى الشيخوخة.

يتضمن مفهوم صحة الأمومة كلا من رعاية تنظيم الأسرة ؛ التخطيط المسبق للحمل»
مرحلة الحمل. ورعاية الأم والوليد بعد الولادة. حيث بادرت المنظمات الدولية التي تهتم بصحة
الأمومة والطفولة في بداية الثمانينيات من القرن الماضي بإطلاق حملات توعوية لتنظيم
الأسرة وخاصة في الدول ذات النمو السكاني المرتفع. كما دعت إلى ترك فترة كافية بين
الحمل والآخرء وكذلك عملية تنظيم الأسرة لإتاحة الفرصة للمرأة لاستعادة صحتها والقدرة
على رعاية أبنائها وأسرتها بشكل أمثل. كما تتيح لها الفرصة والحق في تحقيق طموحاتها
والمشاركة الفعالة في الحياة العامة والمجتمع من حولها

يتضمن هذا الكتاب أربعة فصول. يتناول الفصل الأول مقدمة عامة عن صحة الأم
والتوعية الصحية للمرأة في المراحل المختلفة. ويوضح الفصل الثاني المشكلات التي تواجه
صحة الأم وكيفية التغلب عليها. ويعرض الفصل الثالث أهمية التخطيط المسبق للحمل ورعاية
الأم خلال أشهر الحمل. ويختتم الكتاب بالفصل الرابع الذي يقدم شرحاً مفصلاً عن العناية
بالطفل الوليد وأهمية الرضاعة الطبيعية لكل من الأم والطفل.