كتاب الصيدلية المجربة المعروف بـ الموجز في الطب إبن النفيس PDF

‘ابن النفيس هو علاء الدين أبو الحسن علي بن أبي الحزم القرشي الدمشقي، ولد في دمشق عام 607 للهجرة، الموافق لعام 1215 للميلاد، في عهد الملك العادل سيف الدين الأيوبي ودرس الطب في البيمارستان النوري الكبير في دمشق، على الأستاذين الشهرين مهذب الدين الداخوار وعمران الإسرائيلي اللذين تخرج على أيديهما كثير من الأطباء المعروفين في ذلك الزمن.
وفي وزقت لا يمكن تحديده بدقة، ارتحل ابن النفيس إلى الديار المصرية، وعاش في القاهرة طبيباً ومدرساً للطب، ثم أصبح رئيساً لقسك الكحالة (طب العيون) في البيمارستان الناصري، وتولى في أواخر حياته رئاسة الأطباء في البيمارستان المنصوري.
ومن تلاميذه المشهورين بدر الدين حسن وأمين الدولة، وابن القف، لم يتزوج ابن النفيس، وقد يكون عدم زواجه مما ساعده في حياته على التركيز في الدراسة ووفرة الإنتاج وانصرافه إلى العلم والتعليم.
عاش ابن النفيس مطيعاً لربه أميناً لدينه، وفتحت له كنوز الدنيا، كما أتيحت له أبواب العلم والمعرفة. توفي ابن النفيس في القاهرة، وله من العمر ثمانون عاماً، في سنة 687 للهجرة.
ولا جدال في أن ابن النفيس عالم موسوعي، واسع الإطلاع، غزير المعرفة، خصب الإنتاج، متعدد الاهتمامات، فهو فيلسوف ولغوي وفقهي، ومصنف، ومحدث وطبيب بارع، وكحال متميز وله شهرة في الطب لا تضاهى. ولقد قيل عنه: وأما في الطب فلم يكن على وجه الأرض مثله في زمانه. وقيل: “ولا جاء بعد ابن سينا مثله”. وقالوا: وكان لا للعلاج أعظم من ابن سينا.
ولابن النفيس، في تأليفه وأبحاثه، منهج خاص لم يسبقه إليه أحد سوى عبد اللطيف البغدادي، فلقد كان يني نظرياته على المشاهدات والتجارب والخبرات العلمية، وكان ذا أفكار نقادة وملاحظات دقيقة قادته إلى اكتشافات طبية رائدة، وأحلته مقاماً عالياً، وأكسبته صفة الطبيب العالم المكتشف، عن جدارة وتقدير.
خلف ابن النفيس تراثاً ضخماً ومتنوعاً في مختلف فروع الطب وتعاليمه، وهو شارح أو ملخص لمؤلفات الأقدمين في بعض كتبه وموسوعي في بعضها الآخر، شأنه في ذلك شأن مؤلفي عصره، كما أنه مبتكر وصاحب نظريات خاصة به مخالفة لآراء أساطين الطب السابقين في بعض تصانيفه وشروحه وتعاليقه.
والموجز في الطب هو أحد مؤلفاته الطبية الضخمة، وهو من خير ما صنف من المختصرات والمطولات في علم الطب، أطلق عليه اسم الموجز أو الموجز في الطب وهو في الحقيقة كامل في الطب شامل لقوانينه وقواعده، جامع لأصوله ومسائله العلمية والعملية، حيث حوى العديد من الوصفات والعلاجات والتشخيصات، لأمراض قد تكون مستعصية. كذلك حوى الكتاب العديد من النصائح التي تقي الناس من الأمراض.
ومما يميز هذا الكتاب هو اشتماله على وصف ابن النفيس للدورة الدموية الرئوية، وقد ابتدأه بمقدمة تعين على إتقان العلم بهذا الفن، ويريد بذلك من التشريح، وقسم المقدمة إلى خمسة مباحث هي: في الاختلاف الحيوانات في الأعضاء، في قواعد علم التشريح، في إثبات منافع الأعضاء، وهذا ما يعرف في زماننا الفيزيولوجيا، في المبادئ التي يستخرج منها العلم بمنافع الأعضاء بطريقة التشريح، وهو ما يعرف في هذه الأيام بـ(التشريح المقارن)، في ماهية التشريح وآلاته، ولأهمية جاء محققاً في هذه النسخة حيث عمل المحقق على تصحيحه وتوضيح ما أبهم من عبارته وألفاظه