كتاب ألسنة التأويل مقالات في النقد الأدبي عدنان كزارة PDF

عندما اخترت عنوانا للكتاب وهو “ألسنة التأويل” كان ثمة سؤال يدور في ذهني: ما العلاقة بين العنوان، وما تضمنه الكتاب من مقالات نقدية؟ وهل ثمة قصدية في هذا الاختيار، تحيل على مفهوم التأويل؟ وقد استدعى هذا التساؤل مني أن أبحث عن مفهوم التأويل، أو ما يدعى اصطلاحا (الهرمينوطيقا)، فوجدت أن عقلي وعبر التداعيات الحرة، حين أوحى لي بالعنوان لم يكن مخطنا، وكان يملك بعض الوجاهة في اختياره هذا، فالتأويل يعني: استفراغ الجهد في فهم النصوص، واستثمار العلوم الإنسانية للظفر بهذا الفهم على نحو شمولي استقصائي. وهو يقارب في هذا الخصوص المنهج البنيوي والتفكيكي من حيث الاعتماد على النصوص نفسها، دون معطيات مسبقة أو إحالات مرجعية، في محاولة تفسيرها، أو تأويلها على الأصح، وبالعودة إلى ما تضمنه الكتاب من مقالات اشتغل أغلبها على نقد نصوص سردية، أو شعرية وجهت قراءاتي لها ذائقتي النقدية، وفهمي الخاص المعتمد على دلالات اللغة المباشرة، وغير المباشرة المتكنة على الإيحاء والرمز والمجاز، والمعتمد أيضا على معايشتي للعناصر الفنية التي نهضت بتلك النصوص في صورة أعمال أدبية. وفيما يخص المقالات النظرية فقد استقل المنهج التأويلي أيضا ببنائها، ورسم معالمها، وذلك من خلال فهمي الخاص للظاهرة الأدبية، أو الفنية، أو الفكرية التي كنت بصدد تناولها، وهكذا تطرقت لمفهوم الرواية التاريخية مثلا على نحو يعرض وجهة نظري ورويتي الخاصة، وطرحت أيضا أسئلتي الشخصية عن القصة القصيرة، ومسوغاتها بشكل قد يتقاطع، أو يتعارض مع أسئلة أخرى لها الحظ نفسه من المشروعية والمصداقية؛ مما يجعل القارئ أمام تنوع ثري في الطرح والفهم والرؤية. والتي نحوت وما خلا درا